رمضان آخر زمان
صورة رمضان الحالية: تجار ينتظرون الشهر ليمارسوا أسوأ أنواع الاستغلال، وفنانون يتجهزون لأتفه المسلسلات وأرخصها، وملاهي تتهيأ للسهر والرقص والغناء، ومطاعم تتجهز لحفلات الإفطار والسحور، وصائمون ومفطرون متخومون من أكلات رمضان وكأنهم خارجون من مجاعة.
وحتى النساء الملتزمات، بحسب ادعائهم، لا يتورعون عن الخروج بعد منتصف الليل لحفلات السحور وتدخين الشيشة. أقال الله: يا عبادي الله: كلوا أكل البهائم وارقصوا لي؟!
أما رمضان الحقيقي فقد جاء فيه في القرآن الكريم: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).
ويؤدي المسلمون الصيام لأنه فرض وأحد أركان الإسلام. ولكن لو فكرنا في سبب فرضه لاستنتجنا بعض غاياته التي لا يحصيها إلا الذي فرضه جل وعلا، وأعلمنا بأهمها وهي التقوى، فهل يؤدي الصيام اليوم هذا الغرض؟
وفي الصيام تدريب على الصبر وتعويد على الانضباط، وفوائد صحية لكثير من الناس إن التزموا الصيام بطريقة صحيحة. وفي رمضان يراجع المسلم سلوكه ويتوب عن ذنوبه، ويجدد صلته الروحية بخالقه.
وفيه يلتفت الأغنياء إلى الفقراء فيغنونهم عن المسألة .
وهو شهر للجد والعمل لا للنوم والكسل، والطبخ والنفخ، ففيه حقق المسلمون أروع انتصاراتهم.
فهل صورة شهر رمضان كما أرادها الذي فرضه عزَّ وجلَّ، وطبَّقه المسلمون في كثير من حقب حياتهم، وعشنا جزءاً منها صغاراً، هي صورة رمضان التي تراها الآن؟
صحيح: إنه رمضان آخر زمان!
بقي علينا أن نشير إلى أنه لا تزال جماعة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ملتزمين بآداب رمضان، ملمّين بأهدافه ويطبقونها، فعسى أن يعود جميع المسلمين إلى رشدهم والله على كل شيء قدير.
تذكير:
إن الفرح بمواسم الطاعات والعبادات، والحزن على فواتها وفراقها؛ أمرٌ معلوم، وحالٌ مرسوم، لا يحتاج إلى إقامة الدلائل والبينات، ولا يكاد يختلف مسلم في ذلك.
فمن لم يفرح بدخول رمضان وصيامه وقيامه، وتلاوة القرآن، والاستغفار بالأسحار؛ فليراجع نفسه، وليتفقد إيمانه، فإنه في خلل وخبل وخطل؛ ولأن عدم الفرح بمواسم الطاعات والعبادات؛ دخلٌ ودغل في النفوس…..
وقتربـت أجمـل ثلاثيـن يـوم بدنيـا اللهم بلغنـا رمضان وانـت راض عنـا