السعال الديكي
السعال الديكي هو عدوى بكتيرية تصيب الجهاز التنفسي والرئتين. هذا المرض شديد العدوى ويمكن أن يهدد الحياة، خاصة إذا كان يهاجم الرضع والأطفال.
يتميز السعال الديكي عادة بسلسلة من السعال العالي الذي يحدث بشكل مستمر. بشكل عام، يبدأ السعال الديكي غالبًا بصوت شهيق طويل ومرتفع النبرة يشبه صوت ” الصيحة “. هذه الحالة يمكن أن تجعل من الصعب على المرضى التنفس.
على الرغم من أن كلاهما يتميز بالسعال المستمر، إلا أن السعال ألديكي يختلف عن السل (TB). وبصرف النظر عن كونه ناجمًا عن أنواع مختلفة من البكتيريا، فإن مرض السل عادة ما يسبب السعال لأكثر من أسبوعين، والتعرق الليلي، وفقدان الوزن بشكل كبير، وسعال الدم.
أسباب السعال الديكي
يحدث السعال الديكي بسبب الإصابة ببكتيريا البورديتيلة السعال الديكي الموجودة في الجهاز التنفسي. وتنتشر هذه البكتيريا عندما يستنشق شخص ما رذاذ ( قطرات ) اللعاب من مرضى السعال الديكي أو يلمس الأشياء المكشوفة.
يمكن لأي شخص أن يصاب بالسعال الديكي، ولكن خطر الإصابة بهذا المرض يكون أعلى لدى بعض الأشخاص الذين يعانون من الحالات التالية:
- العمر أقل من سنة أو أكثر من 65 سنة
- لم تخضع أو أكملت التطعيم ضد السعال الديكي
- العيش أو زيارة منطقة ينتشر فيها مرض السعال الديكي
- حامل
- الاتصال المتكرر مع المصابين بالسعال الديكي
- المعاناة من السمنة
- لديك تاريخ من الربو
أعراض السعال الديكي
بكتيريا البورديتيلة السعال ألديكي التي تدخل الجسم تطلق السموم وتسبب التهاب الجهاز التنفسي. يستجيب جسم المصاب بعد ذلك عن طريق زيادة إنتاج المخاط لالتقاط البكتيريا، والتي يتم طردها بعد ذلك من خلال السعال المستمر.
نتيجة للسعال المستمر، يأخذ المصاب نفسًا طويلًا وسريعًا بشكل انعكاسي، مما يؤدي إلى إصدار صوت ديكي وهو أحد الأعراض النموذجية للسعال ألديكي.
تظهر أعراض السعال الديكي عمومًا بعد 5 إلى 10 أيام فقط من تعرض الشخص لبكتيريا البورديتيلة السعال الديكي في الجهاز التنفسي. بناءً على المراحل، تشمل أعراض السعال الديكي ما يلي:
- المرحلة الأولية ( مرحلة النزلة )
في المراحل المبكرة، تستمر أعراض السعال الديكي لمدة 1-2 أسابيع وعادة ما تكون مشابهة لأعراض السعال البارد . قد يعاني المصابون من شكاوى على شكل
- سعال خفيف، أو عطس، أو سيلان أو انسداد الأنف، أو عيون حمراء ومائية، أو حمى خفيفة .
على الرغم من أن الأعراض خفيفة، إلا أن المصابين في هذه المرحلة المبكرة معرضون لخطر نقل البكتيريا إلى أشخاص آخرين من خلال رذاذ اللعاب عند السعال أو العطس.
- المرحلة المتقدمة (المرحلة الانتيابية)
بعد المرحلة الأولية، يعاني المصابون بالسعال الديكي من أعراض المرحلة المتقدمة التي تستمر لمدة تتراوح من 1 إلى 6 أسابيع. في هذه المرحلة، يمكن أن تزداد الأعراض سوءًا وتسبب شكاوى مختلفة، مثل:
- السعال المستمر والعنيف المصحوب بصوت ” الصيحة ” عند أخذ نفس عميق بين فترات السعال
- يظهر الوجه باللون الأحمر أو المزرق عند السعال
- القيء بعد السعال
- الشعور بالتعب الشديد بعد السعال
- صعوبة في التنفس
وبصرف النظر عن تفاقمه، فإن مدة السعال ألديكي في المراحل المتقدمة يمكن أن تستمر أكثر من دقيقة واحدة. كما يصبح التردد أكثر تكرارا، وخاصة في الليل.
- مرحلة التعافي ( مرحلة النقاهة )
يمكن أن تستمر مرحلة التعافي من السعال الديكي من 2 إلى 3 أسابيع. في هذه المرحلة، تبدأ شدة الأعراض وتكرارها في التراجع تدريجياً. ومع ذلك، يمكن أن يتكرر السعال لعدة أشهر إذا كان المصاب يعاني من عدوى في الجهاز التنفسي.
إذا كان يهاجم الرضع أو الأطفال، فإن السعال ألديكي غالبًا لا يسبب أي أعراض. ومع ذلك، يمكن أن يعاني الأطفال من شكاوى في شكل توقف مؤقت للتنفس (انقطاع التنفس) ويبدو جلد الطفل باللون الأزرق بسبب نقص الأكسجين.
متى ترى الطبيب
استشر الطبيب على الفور إذا كنت أنت أو طفلك تعاني من أعراض السعال ألديكي كما هو موضح أعلاه، خاصة إذا لم تتلق لقاح السعال ألديكي. يجب إجراء الفحص والعلاج على الفور لمنع حدوث مضاعفات أكثر خطورة.
كما ننصحك بالفحص الفوري لنفسك إذا كنت تعاني من مشاكل في الجهاز التنفسي وأمراض القلب والسمنة. الهدف هو معرفة سبب السعال والسيطرة على حالتك الصحية.
تشخيص السعال الديكي
لتشخيص السعال ألديكي، سيطرح الطبيب أسئلة حول الأعراض التي يعاني منها، والتاريخ الطبي للمريض، إلى جانب الفحص البدني الشامل. بعد ذلك، سيقوم الطبيب بإجراء فحوصات داعمة لتأكيد التشخيص. يشمل التفتيش:
- فحص عينة مخاط من الأنف أو الحلق، لمعرفة ما إذا كان بلغم المريض يحتوي على بكتيريا البورديتيلة السعال الديكي
- اختبار الدم ، للبحث عن زيادة مستويات خلايا الدم البيضاء (الكريات البيضاء)، مما يشير إلى وجود عدوى
- تصوير الصدر بالأشعة السينية ، لمعرفة حالة الرئتين والجهاز التنفسي، بما في ذلك البحث عن علامات الالتهاب، مثل الارتشاح أو تراكم السوائل
علاج السعال الديكي
يهدف علاج السعال ألديكي إلى علاج الالتهابات البكتيرية، وتخفيف الأعراض، ومنع انتقال المرض. بعض العلاجات التي يمكن القيام بها هي:
إعطاء المضادات الحيوية
يمكن إعطاء المضادات الحيوية للقضاء على البكتيريا ومنع تكرار الأعراض. وهذا الدواء مفيد أيضًا في منع انتشار العدوى إلى أجزاء أخرى من الجسم وانتقال هذا المرض إلى أشخاص آخرين. ومع ذلك، فإن إعطاء المضادات الحيوية سيكون أكثر فعالية في الأسابيع الأولى من الإصابة.
الرعاية الذاتية في المنزل
وبصرف النظر عن تناول المضادات الحيوية حسب وصفة الطبيب، ينصح المرضى بالقيام بالرعاية الذاتية في المنزل لتسريع عملية الشفاء.
بعض الطرق التي يمكن القيام بها هي:
- الحصول على مزيد من الراحة وشرب كمية كافية من الماء
- تناول أجزاء أصغر، ولكن في كثير من الأحيان
- المحافظة على النظافة وتجنب التعرض للغبار أو دخان السجائر
- استخدم مرطب الغرفة
- قم بتغطية فمك وأنفك أو استخدم قناعًا عند السعال أو العطس
- اغسل يديك بالماء الجاري والصابون بانتظام
يمكن للمرضى تناول خافض الحمى ومسكن الألم، مثل الباراسيتامول، لتخفيف الحمى أو التهاب الحلق، ولكن باستشارة الطبيب أولاً. من المهم أن تتذكر، تجنب إعطاء مسكنات الألم للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 4-6 سنوات.
العلاج في المستشفى
يعد العلاج في المستشفى ضروريًا في حالة حدوث السعال الديكي عند الرضع والأطفال الذين لديهم تاريخ من أمراض الرئة أو القلب أو الأعصاب، والمرضى الذين يعانون من أعراض حادة. وذلك لأن هؤلاء المرضى هم أكثر عرضة لخطر حدوث مضاعفات.
قد يشمل العلاج في المستشفى ما يلي:
- شفط المخاط أو البلغم من الجهاز التنفسي
- إعطاء الأكسجين عن طريق وسائل مساعدة التنفس كالقناع أو الأنبوب، خاصة إذا كان المريض يعاني من صعوبة في التنفس
- وضع المرضى في غرف العزل لمنع انتشار المرض
- توفير التغذية والسوائل عن طريق الوريد، خاصة إذا كان المريض معرضًا لخطر الجفاف أو يعاني من صعوبة في بلع الطعام
مضاعفات السعال الديكي
يمكن أن يسبب السعال ألديكي عددًا من المضاعفات الصحية على شكل:
- التهاب رئوي
- ضلوع مكدومة أو متشققة
- نزيف في الأنف ونزيف في المخ
- تلف الدماغ بسبب نقص الأكسجين
- تمزق الأوعية الدموية في الجلد أو العينين
- فتق في المعدة (فتق البطن)
- التهابات الأذن، مثل التهاب الأذن الوسطى
- اضطرابات الرئة والجهاز التنفسي في المستقبل
- النوبات
الوقاية من السعال ألديكي
أفضل طريقة للوقاية من السعال ألديكي هي الحصول على التطعيم أو التحصين ضد السعال ألديكي. يتم إعطاء هذا اللقاح عادة من قبل الأطباء أو القابلات في نفس الوقت الذي يتم فيه إعطاء لقاحات الخناق والكزاز وشلل الأطفال ( التطعيم الثلاثي ).
يُنصح أيضًا النساء الحوامل بالحصول على لقاح معزز في الفترة من 27 إلى 36 أسبوعًا من الحمل. يمكن لتطعيم السعال ألديكي أثناء الحمل أن يحمي الطفل من الإصابة بالسعال ألديكي في الأسابيع الأولى من الولادة.
بصرف النظر عن التطعيمات، مارس أيضًا أسلوب حياة نظيفًا وصحيًا لزيادة مناعة جسمك.