بقلم / فكرية شحرة
اليمنيون القدامى في كل هجراتهم عبر العصور حرصوا على الاندماج في المجتمعات التي وفدوا إليها حتى تلك التي اختلفت لغتها عن لغة اليمنيين, فقد حرصوا على ازالة تلك الحواجز و انصهروا ممتزجين بتلك المجتمعات ونقلوا لها الكثير من عادات اليمنيين وتقاليدهم ودينهم و اخلاقياتهم.
أما الهاشميين حين وفدوا إلى اليمن اصروا على أن يكونوا أقلية غازية عنصرية منذ البداية فلم يحاولوا الامتزاج او التزاوج مع المجتمع اليمني أو إذابة الحواجز الوهمية من فكر الاصطفاء الإلهي وتميزهم بخرافات توارثوها فيما بينهم, لقناعتهم أن هذا الفكر هو الباب الأيسر للسيطرة على شعب فطرته سليمة و مؤمنة .
و منذ اقتطع لهم الأمام الأراضي الواسعة على حساب السكان الأصليين وهم يعاملون اليمنيين كرعايا وخدم لدى السادة فقط .
حرصوا على بقاءهم كعنصر مترفع يتوقع معاملة خاصة و إشارة بالبنان في كل شأن فهذا يكون “سيد” “عنصر مختلف” لديه أراضي متوارثة من الجدات والأجداد ما الله به عليم.
حتى من كان منهم يحاول الحياة بشكل طبيعي بين الناس جاءت الهاشمية السياسية لتقضي على محاولاته هذه فقد نزعه العرق وبداء يظهر من المسيدة ما الحاجة للتعايش اخفتها.
و قد تمتلأ بيوتهم بالفتيات لكن لا زواج من غير العرق نفسه ولو جلست الفتاة بلا زواج مدى الحياة, تجدهم متداخلي النسب فيما بينهم بطريقة تجعل نسبة الغباء والتخلف العقلي مرتفعة جدا .
المصيبة أن الهاشمية السياسية هنا لم تجرم في حق اليمنيين فقط, فقد أفاق الهاشميين على بذرة الكراهية التي زرعوها والتي ستطيح في طريق انتشارها بكل الأسر الهاشمية التي ارادت التعايش في وطنهم اليمن بسلام مع السكان الأصليين بعد مرور آلاف السنين على وجودهم هنا فهم لا يعرفون سوى اليمن وطناً لهم .
ولعل أي محاولات لترقيع العلاقة ستبوء بالفشل بعد التفويض الواضح من الأسر الهاشمية للهاشمية السياسية كي تمثلهم في حربهم ضد اليمنيين في محاولة لفرض الحكم مرة تلو أخرى .
وعليه لن تنفع أي وثائق أو أي مبادرات لغرس مودة ومحبة لمن سفكوا الدماء وفجروا البيوت وسرقوا قوت الشعب لمجرد ظنهم الآثم أنهم سلالة إلهية .
و الخوف إن هذه الأقلية الهاشمية سيؤول مصيرها كمثل اقلية الاحباش الغازية التي تحولت إلى خُدام لذي يزن وفي النهاية إلى أقلية مهمشة الحقوق تماما .
وسيصبحون الهاشميين المهمشين بعد أن حصروا أنفسهم بتميزهم عن بقية فئات الوطن.
وذلك بعد اليقظة المتأخرة لليمنيين كعرق قحطاني عانى الكثير من ظلم وعنصرية هذه الأقلية مرارا و تكرارا و بعد عودة الإمامة للحكم بنفس العقلية الاقطاعية الاجرامية القديمة .