Table of Contents:
عتاب ثائر إلى ثوار فبراير في مأرب ؟
بقلم : مانع سليمان أقول لمن لم يشاركوا في احتفالية ذكرى فبراير بذريعة أن ترتيبات الحفل ليست بحجم فبراير وأن الإمكانيات للفعالية لم يتم توفيرها من قبل الجهات التي كان مأمول منها أن تسهم في توفير ذلك :
لو أنكم حشدتم جهودكم بجوار جهود بعض المخلصين الذين أصروا على إقامة الفعالية دونما حسابات مادية ، وجعلتم من قدراتكم ومواهبكم مادة محركة لإعدادات الذكرى الثامنة لثورة فبراير المقدسة ، لكنتم أقمتم أعظم فعاليات عرفها التاريخ .
لكنه شأن ثورة فبراير المجيد أن تنتفض في مراحل الركود بجهود البسطاء من أبناء هذا البلد ، وقدرات المخلصين ، وأن يصبح صوتها هو الصوت المبحوح البريئ للطالب الجامعي النابعة نبراته من بين أزقة المدارس المتمردة وقاعات الجامعات المكتضة بالطموح .
وليس هذا شأن ثورة فبراير فحسب وإنما هو شأن كل الثورات في العالم وعلى مر التأريخ ، فالتاريخ والعالم لم يشهد ثورات متخمة بالإمكانات ، ولم يكتب لثورة أي نصر من بين أكوام المادة وإنما كتبت الأقدار أن يأخذ تيجان النصر أولئك المعدمون الذين لم يعلنوا انشغالهم عن تفاعلات ثورتهم بفتات الحرب والصراع .
تخلف الكثير من ثوار فبراير في مأرب عن مسئوليته الثورية لانشغاله بوظيفة تحصل عليها مؤخراً ، وكأنه يقول لنا بأن مشاركته بالثورة لم تكن لإيمانه بأهدافها وقيمها ومبادئها .
كما تخلف البعض لعدم تسليمه مبلغاً اعتاد الحصول عليه من قبل بؤر كانت تستهدف نشاطه وفاعليته الثورية في مثل هكذا مناسبات لتوصله إلى التخلي عن ثورته لسبب أنها لم تتحول إلى بقرة حلوب لإنائه المحشو بالأنانية وحب الذات ، وهذا ما حصل منه بالفعل .
حتى أولئك الفبرايريين الذين كانوا ينقلون أحداث الثورة وفعالياتها من خلال كاميرات هواتفهم ، ويملأون الدنيا بهدير الثورة وأهازيجها ، تخلفوا عن نقل فعاليات ذكرى الثورة بالكاميرات التلفزيونية الحديثة التي اكتسبوها بفضل ثورة فبراير المجيد .
تصوروا لو أن كل ثائر منا حشد لإحياء ذكرى ثورته قدرته وموهبته دونما رجاء مقابل أو كسب ، هل كنا سنحتاج لبؤر المتاجرة والابتزاز ؟