قصة حب عنيفة ، ثم قرار بالزواج، ثم ماذا يحدث..
هل صحيح أن الحب العنيف يتحول إلى علاقة فاترة بعد الزواج؟
أصبح تحول الحب العنيف إلى علاقة فاترة بعد الزواج شبه قاعدة عامة من ينجو منها هم مجرد استثناء فهل صحيح أن كل هؤلاء عاشوا الوهم قبل الزواج وأفاقوا على حقيقة مفزعة؟
ربما لكن ماذا عن أولئك الذين نجت سفينة زواجهم من الغرق؟ وما سر نجاتهم؟
كتاب لغات الحب الخمس
يتحدث الكتاب عن أن جميع البشر يعبرون عن مشاعر الحب بخمس طرق مختلفة وهو ما أطلق عليها “لغات الحب”
يقول الكتاب لاكتمال علاقة حب بين طرفين لابد أن يتحدثا نفس لغة الحب لكي تصل مشاعر كل منهما للآخر وإلا فستبدأ الاتهامات التي تحول حياتهم إلى الجحيم.
ويسرد الكتاب قصص واقعية للأزواج الذين عادت الحياة لزواجهم بعد الانتباه لفكرة لغات الحب الخمس.
الوقوع في الحب
يقصد بالوقوع في الحب ذلك الشعور بالانجذاب المفاجئ وربما غير المنطقي لشخص ما، غالبا ما يكون هذا الشعور ناتج عن الحاجة الغريزية للتواصل مع الطرف الآخر لإشباع الحاجات العاطفية أو الجنسية.
في بداية الكتاب يوضح تشابمان الفارق بين الحب الحقيقي وما يسمى “بتجربة الوقوع في الحب”، ويقصد بالوقوع في الحب ذلك الشعور بالانجذاب المفاجئ وربما غير المنطقي لشخص ما.
ويصل الإنسان إلى مرحلة الهوس التي تجعله لا يستمتع بشيء إلا في وجود المحبوب عند الشعور بالانجذاب المفاجئ وربما غير المنطقي لشخص.
تقول تشابمان مؤلف الكتاب أن الحبيبان قبل الزواج يصل الحبيبان إلى اقتناع بإن كل منهم يناسب الآخر حتى وأن توقعا بمرور علاقتهما بعد الزواج بمشكلات إلا أنهم يصران على أنهم سيتجاوزونها في إطار من الحب وهنا تبدأ المشكلة لأنهم ينا أن حالة الرومانسية ستستمر إلى إلى الأبد.
انتهاء “تجربة الوقوع في الحب “
حدد تشابمان الدورة الطبيعية لانتهاء “تجربة الوقوع في الحب” بمدة عامين، ربما تزيد قليلا في بعض الأحيان، بعدها يبدأ الشريكان في الهبوط إلى أرض الواقع، لا نتحدث هنا عن مسؤوليات الحياة اليومية فقط بل حقيقة النفس البشرية أيضا، وهي أننا —البشر- أنانيين، لكن السعادة الغامرة التي صاحبت تجربة الوقوع في الحب هي ما أخفت عنا تلك الحقيقة.
هل الحب قبل الزواج هو الحب الحقيقي؟
ما يتخيله البعض حبا قبل الزواج أو الارتباط الرسمي، ليس الحب الحقيقي الذي يمكن للإنسان الركون إليه إلى نهاية الحياة ذلك ما أثبتته ملايين التجارب الحياتية
الحب مجرد حالة مؤقتة
الوقوع في الحب مجرد حالة كتب لها أن تكون مؤقتة، فإما أن تتحول لتأخذ شكل العلاقة الصحية بعد الزواج إذا كان الشريكان على قدر كافي من الوعي، أو أن تتحول لعلاقة مشوهة تصبح فيما بعد مصدرا لمعاناة الطرفين إن أصرا على العيش في أوهام تجربة الوقوع في الحب، وهذا للأسف السيناريو الأكثر شيوعا.
تظهر أنانية كل طرف عندما يبدأ بعد الزواج في التعبير عن حبه لشريك حياته بالطريقة التي تناسبه هو حتى وإن لم تناسب الاحتياجات العاطفية للطرف الآخر، وهنا نجد أن هناك طرف يمنح ما يراه هو حبا وطرف لا يعي من الأساس أن ما يقدم له هو الحب، لأنه ببساطة لا يلبي احتياجاته العاطفية، وهنا يأتي دور توضيح لغات الحب الخمس.
ماهي لغات الحب الخمس؟
لغات الحب الخمس أو طرق التعبير عن الحب التي حددها تشابمان في كتابه هي: (كلمات التشجيع — تكريس الوقت — تبادل الهدايا — الأعمال الخدمية — الاتصال البدني).
يعبر كل منا عن حبه بالطريقة التي ينتظر من شريكه معاملته بها، فالزوج الذي يمتدح زوجته كثيرا أمام الغرباء والأقرباء ويثني على جمالها ومهاراتها، ويشجعها على التقدم في مسيرتها المهنية، ينتظر في المقابل منها أن تقدر ما يبذله من مجهود في العمل، فهذا الزوج لغته الأساسية في الحب هي.. (كلمات التشجيع).
تكريس الوقت
نفس الزوج لابد وأن يستنكر برود زوجته وعدم تقديرها لما يبذله من مشاعر الحب لأنها لا تبادله كلمات التشجيع، ولا يدرك أن حاجاتها ليست لمثل هذه الكلمات بل أنها تحتاج بشكل أساسي إلى أن يقضي وقتا أطول معها يستمع إليها بكامل انتباهه، أو يخرجا معا في نزهة يتجاذبان فيها أطراف الحديث ويسترجعان ذكريات حبهما الأولى، في هذه الحالة نجد أن لغة الحب الخاصة بالطرف الأول كلمات التشجيع أما الطرف الآخر فلغته هي.. (تكريس الوقت).
تبادل الهدايا
في حالة ثانية نجد أن إحدى الزوجات تهتم كثيرا بتقديم هدية لزوجها في كل مناسبة وتحرص على اختيار الهدية التي تتفق مع رغباته وذوقه، فهي تنتظر أن يبادرها زوجها بفعل مماثل، لكن للأسف في كثير من الأحيان لا يحدث ذلك، فهو لا يعي دور الهدايا في التعبير عن الحب، فلابد وأنها ستشتكي من إهماله لها وعدم مبادلتها الحب لأن لغتها الأساسية في الحب هي.. (تبادل الهدايا).
الاتصال البدني
ذلك الزوج قد يكون بريئا من جريمة عدم الحب، كل ما في الأمر أنه يعبر عن حبه بطريقة مغايرة وهي أن يعانقها كلما دخل المنزل أو قبل مغادرته، أو أن يربت برفق على ظهرها عندما يشعر بحزنها أو أن يمارس العلاقة الحميمة معها بانتظام، فهو يرى أن مثل هذه التصرفات دليل قاطع على حبه واهتمامه بها، فيتعجب من غضبها منه واتهامها له بالتجاهل، ذلك لأنها لا تعي أن لغته الأساسية في الحب هي.. (الاتصال البدني).
وكثيرا ما يحدث أن تهتم السيدات بإدارة شؤون منزلهم والقيام بأعمال الطهي والنظافة ورعاية الأطفال على أكمل وجه في انتظار أن يقدم الزوج مساعدة لهم في مثل هذه الأعمال، فهي ترى أن إعداد وجبة لذيذة أو غسل الملابس وترتيبها تعبيرا عن الحب جدير بأن يقابل بفعل مماثل من الزوج، لكن للأسف فإن معظم الرجال لا يعون مثل هذه الطريقة في التعبير عن الحب، و لا يدركون أن لغة الحب التي تحاول زوجاتهم التواصل بها معهم هي.. (الأعمال الخدمية).
تعلم لغة الحب الخاصة بشريكك
يستحق الأمر أن يتعلم كل من الزوجين لغة لحب الأساسية لشريكه
سبب تعلم تعلم لغة الحب
أولا لكي يكون الجهد المبذول للتعبير عن الحب في مكانه الصحيح، ثانيا لأن ذلك سينعكس بشكل إيجابي على الطرف الذي سيأخذ المبادرة، فإن شعرت الزوجة بأن احتياجاتها العاطفية يتم تلبيتها بالشكل الكافي ستبدأ بشكل تلقائي في السعي نحو تلبية الحاجات العاطفية لزوجها ولن تجد مانعا في تعلم لغته الخاصة في الحب.
كيفية استكشاف لغة الحب الخاصة بشريك الحياة
أمر استكشاف لغة الحب الخاصة بشريك الحياة قد يكون بإحدى طريقتين
- ● الطريقة الأولى ملاحظة دقيقة لما يؤثر في شريكك وردة فعله أمام كل لغة من لغات الحب الخمس، هل تسعده هدية أم يسعده عناقا طويلا، أم تغزو الابتسامه وجهه بعد يوم عمل طويل عندما يجد المنزل نظيفا ومرتبا أم أنه يصبح أكثر ابتهاجا لكلمات الثناء والتشجيع عما يبذله من مجهود في عمله، أو ربما لا يجد الراحة سوى في جلسة رومانسية مطولة يتحدث كل طرف فيها عن أحداث يومه.
- ●الطريقة الثانية لاستكشاف لغة الحب الخاصة بالشريك، هي مراقبة تفاصيل حديثه التي حتما ستتضمن شكوى ولو ضمنية مما ينقصه، فربما شكوى شريكك المتكررة من عدم وجودك إلى جواره تعني أن لغته الأساية تكريس الوقت، أو شكواه من عدم نظافة المنزل تعني أن لغته الأساسية هي الأعمال الخدمية، وهكذا فتعبير الإنسان عما ينقصه يشير إلى حاجته إلى لغة ما دون غيرها.
- أخيرا، قد يتخيل البعض أنه يعرف لغته الأساسية في الحب، لكن ربما يكتشف خطأ هذا الاعتقاد، عندما يطرح شريكه عليه بعض الأسئلة حول ما يمكن فعله لإسعاده، ويشار هنا إيضا إلى أن البعض قد يتحدث لغتين من الحب في آن واحد وهي فرصة جيدة تمنح الطرف الآخر حرية الاختيار لتحقيق نتائج أطيب وأسرع لاستعادة الحب الذي يوشك على الانهيار.
المصدر The Five Love Languages