بقلم فكرية شحرة
يسرقونهم حتى وهم ذاهبون للموت من أجل الجميع، هم أوتاد في أرض المعركة لا يتزحزحون للخلف مهما أشتد الغبن من هذا الجميع.
يثبتون معادلة الحق ببقائهم صامدين رغم عوامل تعرية الوطنية والوطن التي يمارسها ضدهم مصاصو الدماء وقادة الجشع والاستغلال؛ إنهم جنود الشعب الذين يمثلونه بكل معاناته الدائمة والأزلية، غياب العدل والمسؤول الشريف النزيه، هي معاناتنا الدائمة حتى ونحن في أحلك الظروف وفي قلب معركة البقاء.
في اتصال هاتفي قال لصديقه: إننا في الخطوط الأمامية للقتال وسط الرصاص والدم، نقتات الحماسة وحب الوطن، وأنا داخل حمى المعارك أجزم أننا ما زلنا بعيداً عن النصر كثيراً، مازالت معسكراتنا مليئة باللصوص والانتهازيين الذين يسرقون مرتبات الجنود المقاتلين، ينهبون مخصصاتهم التي تصل من قبل الشرعية والتحالف، ليبقى الجنود ينتظرون مرتباتهم ومن خلفهم أسرهم، فكيف يأتي النصر وفينا مثل هؤلاء يا صديقي.
ففي الوقت الذي ينعم جيوش المفاوضين والراسخين في الدجل بامتلاء بطونهم بما لذ وطاب في فنادق الرياض، يعاني مقاتلونا المهانة، والموت والإعاقة وهم جرحى لا يجدون اهتماماً كافياً من سلطات وقادة وإعلاميين.
يا قادة التحالف والشرعية حتى الخراف التي تساق للذبح يتم تسمينها واشباعها من جوع قبل أن يستفاد من لحومها، فكيف لا تعطَ مستحقات ومرتبات الجنود، وعليهم لا عليكم تدور المعارك وبإزهاق أرواحهم لا أرواحكم تتم المقاصد الخفية للجميع!
نحن نعرف أن قتال الرجال في زمن مفاوضات الخنوع ليس المعول عليه لذا يذكرون أرقاما في الحروب والمجازر التي تحدث، ولولا الفداء وحب الوطن ما سار لجبهات القتال راضين مختارين؛ ألوف الرجال من الأبطال والشجعان قد بذلوا قبل الروح راحة البال وعوائلهم بلا معيل أو كفيل سوى الله.
إذا كان هذا ما يحدث في جبهات المقاومة فأبشر بطول عمر أيها الانقلاب!