تتزايد الأخطار التي تحدق بالثورة التي قُمت بها وقامت بها الشعوب العربية وتعوقها عن المضي قدماً نحو غايتها في التغيير والإصلاح الذي تتوق إليه الشعوب منذ سنوات، ويبقى على الشعوب صانعة تلك الثورات، والتي قدمت – ومازالت – الغالي والنفيس في سبيل إنجاحها وبلوغ أهدافها الكبرى..
يبقى عليها أن تواصل يقظتها والاعتصام بوحدة صفها والالتفاف حول الأهداف الكبرى التي قامت الثورات من أجلها، وفي مقدمتها إزاحة تلك الأنظمة الفاشية المتجبرة، واسترداد الشعوب لحريتها في الحياة.
وينبغي على الشعوب التي صنعت أعظم الثورات في التاريخ الحديث ألا تنشغل بأي خلافات داخلية أو حزبية أو فكرية أو فئوية أو طائفية..
من شأنها أن تفتت صف الثوار، وتبدد جهودهم، وتشتت شملهم، وتُشعل حروب الاختلافات بينهم..
وينبغي على الشعوب أن تقف سداً منيعاً أمام تلك الآفات التي يمكن – إن تزايدت – أن تضرب الثورة في مقتل، وتُحدث ثغرات في بنيانها القوي وسدها المنيع، ينفذ منها مرضى القلوب وسماسرة الغرب في الداخل، وينفذ منها أيضاً الغرب والصهاينة الذين يستميتون في الإبقاء على نفوذهم وهيمنتهم واختراقاتهم للمجتمعات التي تحققت على أيدي النظم المخلوعة التي أسقطتها الشعوب، ويسعون جاهدين لإعادة إنتاج الأنظمة السابقة أو استنساخها حفاظاً على مصالحهم ونفوذهم، وقطعاً للطريق على نيل الشعوب حريتها وإمساكها بزمام حكم نفسها، وتحرير قرار بلادها من الهيمنة والسيطرة الأجنبية.
إن إصرار الشعوب على الوحدة والتآلف ونبذ الخلافات والصراعات السياسية يمثل الجهاد الأكبر الذي تحدث عنه الرسول [ بعد عودته من إحدى الغزوات وهو جهاد النفس والهوى..
جهاد النفس والهوى عند الشروع في بناء المجتمعات على أسس جديدة ومتينة، وعند الشروع في بناء نهضة الأمة، وعند التصدي لكل المهددات الداخلية والخارجية، وهو جهاد أصعب من جهاد العدو…
لابد لنا أن نعيد مجداً أضعناه منذ أن تولي علينا حكامنا الظلمة الطغاة الذين لايرقبون في مؤمنٍ إلاً ولا ذمة والذين عملوا جاهدين علي تفريق الامة وإدخال صراعات كنا في غني عنها…
أخي الثائر النائم:
لقد جاء الاسلام بحفظ دماء الناس واعراضهم واموالهم وكافة حقوقهم وما يكفل لهم طيب العيش وهناء البال…
ونهي عن كل ما يسوؤهم أو يسئ اليهم او يثير الفوضي ويخل بالامن …
وإن من اعظم الطرق المفضية إلي انتشار الفوضي واضطراب الامور بث الشائعات المختلفة والافتراءات الإثيمة التي عريت تماماً عن اي وجه من وجوه الحق .. خاصة في اوقات الازمات والفتن ..
حينما تكون الامة في امس الحاجة الي توحيد الكلمة واتحاد الصف وضبط الامن؟
إن هناك فئات واصنافاً من الناس في كل مجتمع قلوبها مريضة .. وارواحها ميته .. وذممها مهدرة .. لا تخاف من الله ..
ولا تستحي من عباد الله .. مهنتهم ووظيفتهم وهوايتهم نشر الشائعات في اوساط الناس .. تتغذي علي لحوم البشر .. وترتقي علي أكتاف وحساب غيرها .. اسأل الله ان تكون الرسالة قد وصلت……