أرشيف الوسم: اشهر ملوك العرب قديما

تاريخ ما قبل الإسلام ، نجد أن ملوك اليمن كانوا هم الملوك المُتَوَّجُون

تاريخ ما قبل الإسلام ، نجد أن ملوك اليمن كانوا هم الملوك المُتَوَّجُون

حلول العالم : تاريخ اليمن

يتناول هذا المقال للكاتب يوسف الشبيلي عدة نقاط سو نذكرها بشكل مختصر

تاريخ اليمن بشكل تدريجي ويوضح من خلال المقال حركة العباهلة و الهاشمية

سوف يتناول عبارة عن  عدة اجزاء هذا الجزء الاول للكاتب

بين حركة العباهلة والهاشمية في اليمن

والتي يبدأ فيها على من تاريخ ما قبل الإسلام ، نجد أن ملوك اليمن كانوا هم الملوك المُتَوَّجُون

الجزء الأول :

بالعودة قليلا إلى تاريخ ما قبل الإسلام ، نجد أن ملوك اليمن كانوا هم الملوك المُتَوَّجُون ، فهم من يحكم غالبية العرب ولهم تدين بالولاء والتبعية في الحكم ، على غرار ملوك الإمبراطوريات الرومانية والفارسية .

تاريخ ما قبل الإسلام ، نجد أن ملوك اليمن كانوا هم الملوك المُتَوَّجُون

فملوك اليمن كانت تمتد سيطرتهم من اليمن حتى أطراف الجزيرة العربية من العراق والشام .

وبالتالي فاليمن كان محكوما من قبل أهله ، عصيا على المحتل الغازي ..قرونا عديدة !

بقي الحال على ذلك حتى غزى الحبشة اليمن واستلبوا الحكم من ملوك حمير ، سنة 533م وبقي حكم اليمن بأيديهم قرابة 70 عاما ، حتى قام الملك سيف بن ذي يزن الحميري بتزعم المقاومة ضدهم وطردهم من اليمن ، واستعان في ذلك بالفرس فمدوه بالمقاتلين المحكوم عليه بالاعدام ممن كانوا في السجون ، فخرج بهم إلى اليمن ولما انتصروا على الحبشة ، بقي الفرس في اليمن كمستشارين وأعوان لسيف بن ذي يزن ، فلما قتل سيف بن ذي يزن استولى الفرس على حكم اليمن ، ثم بقي حكمه بأيديهم حتى جاء الاسلام وهم يحكمون اليمن وكان زعيمهم رجل يقال له باذان ، وقد دعاه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام فأسلم وقيل أبقاه على حكم اليمن ، ثم بعث النبي صلى الله عليه وسلم بعض الصحابة الى اليمن كعلي بن ابي طالب ومعاذ بن جبل وابي موسى الأشعري ، ليعلموا الناس دين الاسلام ..

 

ثم بعد وصول الصحابة الكرام إلى اليمن وتوليهم سياسة أهله ، هنا تقلص نفوذ الفرس وفضلوا إظهار الاحترام للدين الاسلامي ، مع بقاءهم كولاة على اليمن حتى مات باذان وخلفه ابنه شهر .

في هذه الأثناء واليمن لا يزال يتعاقب الفرس على حكمه ، ظهر أناس من أقيال اليمن وعلى راسهم ، عبهلة بن كعب العنسي المعروف بالأسود العنسي. 

كان الدافع الأكبر لظهور هذه الحركة ؟ هو ما يرونه من تعاقب حكم الفرس على اليمن ، حيث يرون أنهم أحق بحكمه منهم فهم أهل الأرض ، زاد هذا الدافع عندهم وجود بعض الصحابة الكرام كمعاذ بن جبل رضي الله عنه ، إلى جوار الفرس في حكم صنعاء واليمن ، وأخذهم زكوات أهل اليمن وترحيلها إلى المدينة النبوية ، حيث رأوا أن هذا نهبا لأموال أهل اليمن وأنهم أحق بهذه الأموال من قريش .

هذه الدوافع تولد عنها ما عرف بردة الأسود العنسي وادعائه النبوة !؟ 

ثم دخوله في معارك مع الولاة الفرس في اليمن ، انتهت بقتل زعيمهم شهر بن باذان الفارسي ، وسيطرة الأسود العنسي وأتباعه على كافة ربوع اليمن ، حتى امتدت سيطرتهم إلى نجران والطائف .

واستوطن الأسود العنسي صنعاء وجعلها عاصمة لحكمه .. 

فكان من بقي من الفرس كفيروز الديلمي وداذويه الديلمي وجشيش الأصطخري الفارسي ، قد أظهروا الولاء على وجه التقية للعنسي فأمنوا بذلك بطشه بهم ، وكان الأسود قد تزوج بآزاد الفارسية زوجة شهر بن باذان زعيم الفرس بعد مقتله ، وكانت ابنة عم فيروز الديلمي !؟

كانت آزاد على تواصل مستمر مع ابن عمها فيروز وكان ولاءها لبني قومها الفرس ، ولم تكن موالية لزوجها الأسود العنسي إلا في الظاهر ، في هذه الأثناء دبر معها ابن عمها فيروز ومن معه من الفرس خطة قتل الأسود العنسي !

حيث اتفقوا معها على إدخالهم من إحدى مداخل قصر الأسود العنسي حيث لا حراسة مشددة عليه ، بينما هي تقوم بسقيه الخمر حتى يفارق عقله ويتمكنوا من الدخول عليه ثم قتله ، وبالفعل تمت العملية بنجاح !؟

فقتلوا الأسود العنسي ثم خرجوا برأسه ورموه في وجوه أتباعه فتفرقوا عنه وانتهى أمرهم .

عندها عادت للفرس مكانتهم !

يقول فيروز الديلمي : قتلنا الأسود وعاد أمرنا في صنعاء كما كان إلا أنا أرسلنا إلى معاذ بن جبل فتراضينا عليه فكان يصلي بنا في صنعاء .

وهنا يجب أن نشير إلى التالي :

من خلال التتبع والإستقراء وجدت أن أغلب المؤرخين ، كالطبري والذهبي وابن الأثير وابن كثير يعتمدون في نقل أخبار الأسود العنسي وما حصل منه وما حصل له ، على رجل يقال له :

( سيف بن عمر التميمي ) .

والسؤال : من هو سيف بن عمر التميمي ؟

هو سيف بن عمر التميمي الضبي الكوفي . أي من الكوفة من العراق ، وأهل الكوفة معروفون بشدة ولائهم للهاشميين !؟

ماذا قال عنه علماء الحديث ؟

قال عنه يحيى بن معين : فلس خير منه .

وقال ابن نمير : “وكان سيف يضع الحديث، وكان قد اتهم بالزندقة” وبهذا جزم ابن حبان بأنه زنديق ويضع الحديث .(المجروحين لابن حبان 2/342).

وقال أبوداود السجستاني : ليس بشي .

وقال أبوحاتم الرازي : “متروك الحديث” يشبه حديثه حديث الواقدي .(الجرح والتعديل 3/278) .

وقال أبوزرعة الرازي : ضعيف الحديث .

فهذا هو سيف بن عمر مصدر الحديث عن الأسود العنسي ؟ بالإضافة إلى أن هناك أحاديث مدح فيها فيروز الديلمي لقتله الأسود العنسي كحديث : ( أتى الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من السماء الليلة التي قتل فيها الأسود الكذاب العنسي فخرج ليبشرنا فقال: ” قتل الأسود البارحة قتله رجل مبارك من أهل بيت مباركين “. قيل: ومن قتله يا رسول الله قال: ” فيروز الديلمي ” ) .

هذا الحديث لا أصل له في كتب الحديث المعتمدة كالكتب التسعة .

الجدير بالذكر أن سيف بن عمر هذا قد اختلق كثيرا من الروايات والقصص ، التي تمجد الفرس وتقلل من شأن العرب والمسلمين !؟ّ

كقصة مناجاة يزدجرد ملك الفرس مع الرسول صلى الله عليه وسلم عند الله تعالى !

حيث روى سيف في قصة مسير يزدجرد إلى خراسان بعد واقعة جلولاء وقال : ” كان يزدجرد بن شهريار بن كسرى وهو يومئذ ملك فارس ، لما انهزم أهل جلولاء خرج يريد الري وكان ينام في محمله والبعير يسير به ولا يعرسون ، فانتهوا به إلى مخاضة وهو نائم في محمله فأنبهوه ليعلم ولئلا يفزع إذا خاض البعير ، فعنف وقال : بئسما صنعتم ، والله لو تركتموني لعلمت ما مدة هذه الامة ، إني رأيت : أني ومحمدا تناجينا عند الله ، فقال له : – أملكهم مائة سنة .

فقال : – زدني . فقال : – عشرا ومائة سنة . فقال : – زدني . فقال : – عشرين ومائة سنة . فقال : – لك . وأنبهتموني ، فلو تركتموني لعلمت ما مدة هذه الامة . . . ”

كما أنه من اختلق فكرة إرتداد العرب عن دينهم ما عدا قريش ونفر من ثقيف ؟! ليتوصل بها إلى مدح الهاشميين القرشيين والمختار الثقفي الموالي لهم والذي هو من ثقيف ؟!

يقول الدكتور سليمان بن حمد العودة في كتابه …(عبد الله بن سبأ وأثره في أحداث الفتنة في صدر الإسلام ) بعد أن ذكر كثيرا من إفتراءات سيف بن عمر :

وأخيرا هل خفي كل هذا الكذب والافتراء على إمام المؤرخين الطبري ؟ و علامتهم ابن الاثير ؟ ومكثرهم ابن كثير ؟ وفيلسوفهم ابن خلدون ؟ وعلى عشرات من أمثالهم ؟ كابن عبد البر وابن عساكر والذهبي وابن حجر ؟

كلا فإنهم هم الذين وصفوه بالكذب ورموه بالزندقة ! وقد ذكر الطبري وابن الاثير وابن خلدون في تواريخهم في وقعة ذات السلاسل

أن ما ذكره سيف فيها خلاف ما يعرفه إهل السير ! إذا فما الذي دعاهم إلى اعتماد روايات سيف دون غيرها مع علمهم بكذبه وزندقته ، إن هو إلا أن سيفا حلى مفترياته بإطار من نشر مناقب ذوي السلطة من الصحابة فبذل العلماء وسعهم في نشرها وترويجها . مع علمهم بكذبها ، ففي فتوح العراق – مثلا – أورد مفترياته تحت شعار مناقب خالد بن الوليد ، فقد وضع على لسان أبي بكر أنه قال : بعد معركة أليس وهدم مدينة أمغيشيا : ” يا معشر قريش عدا أسدكم على الاسد فغلبه على خراذيله ، أعجزت النساء أن ينشئن مثل خالد ” .

كما زين ما اختلق في معارك الردة بإطار من مناقب الخليفة أبي بكر ، وكذلك فعل في ما روى واختلق عن فتوح الشام وإيران على عهد عمر ، والفتن في عصر عثمان ، وواقعة الجمل في عصر علي ، فإنه زين جميعها بإطار من مناقب ذوي السلطة والدفاع عنهم في ما انتقدوا عليها وبذلك راجت روايات سيف وشاعت أكاذيبه و نسيت الروايات الصحيحة وأهملت على أنه ليس في ما وضعه سيف واختلق – على الاغلب – فضيلة للصحابة بل فيه مذمة لهم ..) .

والخلاصة : بما أن جل ما ذكر عن الأسود العنسي مصدره الوضاع سيف بن عمر ، فإنه لا يعتمد على ما ذكره من تفاصيل تلك الأحداث !؟ 

إلا أن الذي نستطيع الخروج به من حادثة الأسود العنسي ، هو تلخيص أهم الأسباب التي دفعته للخروج على الولاة الفرس في اليمن وهي كالتالي :

1- نخوته العربية وأنفته اليمنية في أن يرى نفسه وقومه محكومين من قبل حكومة غير يمنية .
2- اعتقاد أولئك الفرس أنهم أفضل من أهل اليمن وهم أحق بالحكم من أهله .
3- قبض الزكاة من أهل اليمن ثم إخراجها إلى خارج اليمن ، حيث إعتبر ذلك بأنه نهب لخيرات اليمن ، فأهل اليمن أحق بأموالهم .
وقد لخص هذه الدوافع في خطابه الشهير عند قيام ثورته بقوله :

( أيها المتمردون علينا، أمسكوا علينا ما أخذتم من أرضنا، وأمسكوا ماجمعتم فنحن أولى به وأنتم على ما أنتم عليه )

هذه المبادئ نفسها هي التي جعلت اليوم شريحة من أبناء اليمن ، يقدسون الأسود العنسي ويعتبرونه بطلا مناظلا في وجه المحتل ، كما أنهم يستلهمون اليوم من هذه المبادئ مقاومة المحتل الهاشمي الإمامي والوريث الفعلي للعرش الفارسي !؟

إذ أن ما إنتقده عبهلة العنسي على أولئك الولاة الفرس ، هو نفس ما ينتقده هؤلاء اليوم على الهاشميين ، من جعل أنفسهم أفضل من أهل اليمن وكونهم أحق بحكمه منهم ، وكذا نهبهم لخيرات اليمن وبركاته وثرواته !؟

فهي وإن كانت حركة قومية عنصرية أعني حركة العباهلة الجدد ، إلا أنها تقابل حركة عنصرية سلالية وهي الحركة الهاشمية الإمامية .
وبالتالي فحركة الهاشمية السلالية العنصرية تناسبها حركة الأقيال الحميرية العنصرية ، وإن أعطينا الحق لصاحب الأرض فتكون حركة الأقيال أحق بالأرض من حركة الهاشمية القرشية !

إلا أنه وبالرغم من تقارب حركة الأقيال منا كبلد ونسب ، فإن ذلك لا يجعلنا نوافقها مطلقا ..!
فنحن كمسلمين يمنيين نحتكم إلى شرع الله ، ونغضب لدينه فنوالي من والاه ونعادي من عاداه ..

فالحركة الهاشمية في اليمن نخالفها في أمور خالفت فيها دين الله وتعدت حدوده ، وغيرت وبدلت سماحته وصفائه وعدله ، وادعت لنفسها ما ليس لها !؟

كما أننا نخالف حركة العباهلة من حيث مبدأهم الجاهلي ، وتعصبهم للأسود العنسي وجعلهم منه إماما يحتذى به !

غير أنه لا يفوتنا أن نذكر بأن ما لحق باليمن وأهله من الدمار والقتل والتشريد ، بسبب الهاشمية السياسية لا يدانيه فعل أي حركة قومية يمنية وجدت على أرض اليمن عبر التاريخ !!

من هنا يجب أن يوضع لهذه الحركة حدا يخلص اليمن من شرها … ولكن وفق شرع الله لا شرع عبهلة !؟

وهذا ما سترونه في الجزء الثاني بإذن الله تعالى .. مع ذكرنا لأهم الأمور التي ننتقدها على الطرفين ..

كتبه / يوسف الشبيلي

1439/10/29

في الجزء الثاني تحدث عنها موقف الإسلام  من الهاشميين  الامامية