احتفلت باكستان بالذكرى الخامسة والسبعين ليومها الوطني الذي يوافق ذكرى التوافق على إقامة الدولة الباكستانية بعد مسيرة كفاح طويلة وشاقة قادها مؤسسها محمد علي جناح ضد الاستعمار البريطاني من جهة وضد النزاعات والصراعات في شبه القارة الهندية من ناحية أخرى. وبدأت باكستان صباحها يوم الاثنين بإطلاق 31 طلقة مدفعية في العاصمة الفيدرالية إسلام آباد و21 طلقة في عواصم الأقاليم الأربعة كراتشي ولاهور وبيشاور وكويتا.
ولم تقتصر الاحتفالات باليوم الوطني في باكستان هذا العام على الأشكال الرمزية ..
فبعد توقف دام 7 سنوات أجرت القوات المسلحة الباكستانية عرضاً عسكراً بمناسبة يوم باكستان الذي يصادف 23 مارس من كل عام، وذلك رداً على الإرهابيين الذين يخضعون حالياً لعمليات عسكرية هي التاريخية من نوعها في باكستان. وقد أقام الجيش الباكستاني بإجراء عروض عسكرية في المدن الكبرى الباكستانية بما فيها العاصمة الباكستانية إسلام آباد، شاركت فيها القوات البرية والبحرية والجوية وحضره الرئيس الباكستاني ممنون حسين ورئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف وقادة أفرع القوات المسلحة الباكستانية.
حيث تم عرض مختلف أنواع الأسلحة التقليدية والغير التقليدية بما فيها الصواريخ والطائرات الحربية والمدرعات التي صنعت في باكستان.
وكان الجيش الباكستاني قد قرر إقامة العرض العسكري بعد انقطاع دام نحو 7 سنوات كخطوة لإبراز قوته على الإرهابيين وإذلالهم رداً على الهجوم الإرهابي الذي شنته حركة طالبان الباكستانية على المدرسة العسكرية بمدينة بشاور في ديسمبر الماضي، والذي راح ضحيته العشرات من أبناء العسكريين.
حيث جدد قائد الجيش الباكستاني الجنرال راحيل شريف عزم القوات المسلحة الباكستانية على تطهير الأراضي الباكستانية من كافة أنواع وفصائل المليشيات الطالبانية والأخرى الجماعات الإرهابية التي تسعى لزعزعة أمن واستقرار باكستان.
وظل العرض ملغياً للسنوات الماضية بسبب الظروف الأمنية التي مرت بها باكستان. وبهذه المناسبة صرح الرئيس الباكستاني ممنون حسين، بأن باكستان عازمة على قلع الإرهاب من جذوره وتطهير الأراضي الباكستانية من جميع مظاهر الإرهاب والتطرف، مؤكداً بأن باكستان ترغب في حل جميع قضايا الخلاف العالقة بينها وبين دول الجوار عن طريق الحوار، كما أنها ترغب في تحسين علاقاتها مع الهند بوضع قضية كشمير على طاولة المفاوضات.
وأشاد حسين بالعمليات التي يجريها الجيش الباكستاني في منطقة “وزيرستان الشمالية” ومنطقة خيبر قائلاً بأن الجيش الباكستاني يخوض حالياً أصعب معركة في تاريخه ضد الإرهاب لتطهير الأراضي الباكستانية من الإرهاب والعاملون عليه.
من جانبه أكد رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف بأن حكومته تقف جنباً إلى جانب الجيش الباكستاني لتوفير الأمن للمساجد والمدارس ولكافة المواطنين الباكستانيين عن طريق محاربة العناصر الإرهابية، ومواصلة الحرب ضدها إلى أن يتم القضاء عليها نهائيا.
هذا وقد أقيم العرض العسكري في ظروف أمنية مشددة، حيث تم إغلاق كافة مداخل العاصمة الباكستانية إسلام آباد، كما تم تكثيف عملية المراقبة والتفتيش في سائر أرجاء العاصمة إسلام آباد ومدينة راولبندي المجاورة لها.