التقى وزير الداخلية الباكستاني شودري نثار علي خان في مكتبه بإسلام آباد السفير البريطاني لدى باكستان فلب بارتن وأطلعه على الوضع الأمني في كراتشي وكذلك البلاغ الذي رفعته قواك الدرك الشبه عسكرية ضد زعيم الحركة القومية المتحدة ألطاف حسين المقيم في منفاه بلندن، وطلب وزير الداخلية الباكستاني من السفير البريطاني أن تتخذ السلطات البريطانية الإجراء اللازم لمنع ألطاف حسين من إلقاء كلمات تتعلق بالشأن السياسي الداخلي لباكستان أمام أنصار حزبه في كراتشي عبر الهاتف، وأضاف وزير الداخلية أن ألطاف حسين يقلي كلمات مثيرة تشكك في دور قوات الأمن الباكستانية في مكافحة الإرهاب ومن شأنها أن تعود بنتائج عكسية على الحرب الجارية ضد الإرهاب، وقال إن ألطاف حسين قد تم تسجيل بلاغ ضده في باكستان ويجب على السلطات البريطانية أن تتخذ الإجراء القانوني اللازم لمنعه من الإدلاء بأي تصريحات قد تؤثر سلباً على التحقيق الجاري ضده، والجدير بالذكر أن ألطاف حسين يعتبر مواطن بريطاني لأنه يحمل الجنسية البريطانية إلى جانب الجنسية الباكستانية، ويقيم ألطاف حسين في لندن منذ عقد التسعينات الماضي وحصل على اللجوء السياسي هناك قبل أن يحصل على الجواز البريطاني، وجاء هذا التطور بعد يوم من تسجيل القوات الشبه عسكرية الباكستانية المنتشرة في مدينة كراتشي بلاغاً لدى شرطة كراتشي ضد ألطاف حسين على تصريحاته التي هدد فيها بقتل جنود القوات شبه العسكرية الذين اقتحموا مقر حزبه في كراتشي الأسبوع الماضي، وذكرت وسائل الإعلام الباكستاني أنه بإمكان الحكومة الباكستانية تقديم أدلة ضد ألطاف حسين إلى الشرطة البريطانية في أي وقت فيما يتعلق بالتحقيق الذي تتابعه الشرطة البريطانية حول تورط ألطاف حسين في اغتيال القيادي بحزبه عمران فاروق الذي اغتيل قبل سنوات أمام منزله في لندن، وأن الحكومة تدرس خطة ثلاثية حول استلام ألطاف حسين عبر الشرطة الدولية الانتربول.
من جهة أخرى ألقى ألطاف حسين خطاباً هاتفياً من لندن أمام أنصاره في كراتشي أوضح فيه أنه لا يريد الدخول في خلاف مع المؤسسة العسكرية الباكستانية، بل إنه يؤيد العمليات العسكرية التي يشنها الجيش الباكستاني ضد العناصر المتطرفة، ونفى أن يكون قد هدد عناصر القوات شبه العسكرية بالقتل، وأضاف أنه لا يعارض اقتحامه منزله ومقر حزبه في كراتشي من قبل القوات شبه العسكرية، ولكن خلافه يكمن في طريقة الاقتحام، ونفى أيضاً أن يكون لحزبه أي جناح مسلح متورط في الأعمال الإرهابية بكراتشي، وأكد أن الأسلحة التي صودرت من مقر حزبه هي أسلحة مرخصة على غرار الأسلحة التي يحملها حراس رئيس الوزراء نواز شريف وحراس زعيم حزب حركة الإنصاف عمران خان وزعيم حزب جمعية علماء الإسلام مولانا فضل الرحمن.