الرئيس الباكستاني .. نأمل في تطوير التعاون مع روسيا

ثمن الرئيس الباكستاني، ممنون حسين، مستوى التعاون مع روسيا في مجال الاقتصاد والبنية التحتية، واصفا إياه بأنه يتمتع بمستوى جيد، معرباً عن أمله في التوقيع مستقبلاً على مشاريع مشتركة مع موسكو، بما فيها مجال الطاقة الذي تبدي فيه شركات روسية اهتماما كبيرا للمشاركة فيه، لافتا إلى رغبة بلاده في الانضمام إلى منظمة “شنغهاي للتعاون”. وقال الرئيس الباكستاني في مقابلة خاصة مع وكالة “سبوتنيك” الروسية: “يسعدني أن أشير إلى أن إدراك الطرفين المتزايد بضرورة استغلال وجود الإرادة الطيبة لتحويل العلاقات إلى شراكة اقتصادية موضوعية، والتوقيع مستقبلا على مشاريع في مجال الطاقة وتطوير البنى التحتية”، مضيفا أن العلاقات الباكستانية- الروسية الحالية يمكن وصفها بأنها تتمتع بالثقة المتبادلة، والمصالح المشتركة والرؤية المتشابهة حيال معظم القضايا الإقليمية والدولية.

وأضاف حسين، أنه “لدينا علاقات سياسية دافئة، والحكومتان مهتمتان برسم شراكة متعددة تشمل جميع توجهات التعاون، خاصة في مجالي الطاقة والبنية التحتية. وحقيقة أن باكستان تعاني نقصاً حاداً في الطاقة، وروسيا تعتبر قوة عظمى في الطاقة، تؤمِّن أساساً متيناً لعلاقات شراكة متبادلة المصالح طويلة الأمد”، مشيراً إلى أنه على الرغم من أن باكستان والاتحاد السوفييتي كانا إبان “الحرب البادرة” كل منهما في مخيم، فإن الدولتين لديهما تعاون جيد في مجال الاقتصاد وفي مجال البنى التحتية. ولفت حسين، في هذا الصدد إلى أن المشاريع التي تم التوقيع عليها مع روسيا مثل بيع أسهم شركة “باكستان ستيل ميلس”، وعقد تطوير محطة “مظفر جاره” الحرارية، ومحطتي “جودو” و”ملتان”، ما هي إلا بضعة أمثلة عن التعاون بين البلدين، مؤكدا أن الشركات الروسية الكبرى مهتمة بالتعاون مع باكستان واستثمار الأموال في البلاد.

وأوضح حسين، أنه “في الوقت الحالي يبحث البلدان عدداً من المشاريع في مجال الطاقة. وأعربت الشركات الروسية عن اهتمامها في محطتي “غاداني” و”جودو” ولتوسيع “سد تاربيلا” وغيرها من مشاريع الطاقة. ودعت باكستان الشركات الروسية لشراء 26 في  المائة من أسهم “باكستان ستيل ميلس” كشريك استراتيجي. وقد أبدت شركة “روستيخ غلوبالنيه ريسورسي”، أبدت اهتماماً في بناء خط أنابيب الغاز “شمال- جنوب”، كما أبدت العديد من الشركات الروسية الكبرى اهتماماً كبيراً في القيام بمشاريع في باكستان”. وأضاف الرئيس الباكستاني، “نحن نريد أن تستثمر شركات الطاقة الروسية في باكستان وفي المشاريع الباكستانية ذات الصلة”.

وصرح الرئيس الباكستاني، بأن سلطات باكستان مهتمة باستيراد الآليات العسكرية المختلفة من روسيا، موضحا “أننا مركزون في الوقت الراهن على استيراد تصدير طائرات هليكوبتر من طراز “مي- 35” من روسيا، علاوة على ذلك، فإن روسيا تصنع المحركات النفاثة من طراز “آر — دي اتش 93″، التي تستخدم في المقاتلات الباكستانية “جي إف- 17 ثاندر”. وأضاف الرئيس أنه في الآونة الأخيرة كان هناك تزايد في العقود العسكرية بين البلدين، وقد أجرى القادة العسكريون الباكستانيون زيارات إلى روسيا، كما أجرى الروس زيارات مماثلة إلى باكستان”.

وذكر ممنون أن “الاتصالات من هذا المستوى تضع الأساس اللازم للتعاون العسكري طويل الأمد، وتأتي زيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في نوفمبر الماضي إلى البلاد، وتوقيع اتفاقية التعاون الثنائي لتؤكد ذلك”.

وأعرب الرئيس الباكستاني عن أمله باستئناف الحوار مع الهند وإعادة العلاقات إلى طبيعتها بين البلدين، حيث كانت عملية الحوار قد توقفت في أغسطس الماضي بقرار من الهند.

والسبب في ذلك كان لقاء السفير الباكستاني في الهند قبل يوم من الحوار المرتقب بقادة سياسيين كشميريين، مؤيدين للحكم الذاتي. وقال حسين إن الطرفين تبادلا الآراء بشكل بناء ومنفتح. وقال “هناك أمل أن تسفر المحادثات الأخيرة عن استئناف الحوار بين الجانبين”.

والجدير بالذكر أنه منذ تقسيم الهند البريطانية في عام 1947 إلى الهند وباكستان، اندلعت بين البلدين حروب عدّة واسعة النطاق في 1947- 1948، في عام 1965 و1971، إضافة إلى  عدد من النزاعات الحدودية الطفيفة، وكان إقليم كشمير سببا لتلك الحروب.

في الوقت الحالي لا يوجد في كشمير حدود رسمية، ويفصل بين جيش الدولتين خط مراقبة.

وتتهم الهند الجيش والمخابرات الباكستانية بتسليح المسلمين في المنطقة.

فيما تنفي إسلام آباد هذه المزاعم. وتتأزم العلاقات بين البلدين من وقت لآخر بسبب تبادل إطلاق النار على خط المراقبة.

وأكد الرئيس الباكستاني، ممنون حسين، أن بلاده لا تنوي الانضمام إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي من دون قرار من مجلس الأمن الدولي. وأشار الرئيس الباكستاني إلى أن “باكستان لن تكون جزءاً من تحالف البلدان ضد “داعش”، قائلاً “نحن نؤيد الجهود المتعددة التي قد تتخذ في حال وجود قرار من مجلس الأمن الدولي بما يتوافق مع البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة”، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن باكستان تندد بجميع أشكال الإرهاب.

وأضاف حسين أن “أجهزتنا الأمنية تتخذ جميع الإجراءات الممكنة لمواجهة محاولات المنظمات الإرهابية المتطرفة الارتباط بـداعش”.

وأكدت باكستان، على لسان رئيسها، ممنون حسين، رغبتها في الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون، مشيرا إلى أنه يأمل مع مرور الوقت، أن تنتهي بلاده من تلبية المعايير والإجراءات الضرورية لقبول عضوية باكستان.

وأبدى الرئيس الباكستاني شكره لروسيا على دعمها لعضوية باكستان في المنظمة، وذكر أن القرار ببدء الإجراءات الضرورية سيحصل في القمة المرتقبة في يوليو القادم في أوفا. وتضم “منظمة شانغهاي للتعاون”، الدول التالية روسيا والصين وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان.

فيما تتمتع منغوليا والهند وإيران وباكستان وأفغانستان بصفة المراقب في المنظمة. وتقدمت الهند وباكستان في سبتمبر عام 2014، رسميا للحصول على العضوية في المنظمة.