من حق أي مواطن يمني أن يقابل رئيسه ، ومن واجب الرئيس السماع إلى جميع مواطنيه ، لكن ليس من حق أحد تزييف إرادة المجتمعات ولا توليفها ، كما أنه لا يحق لأي كائن أن يفرض على مجتمعات الشعوب ممثلين دونما الرجوع إليهم ، وأبناء محافظة ذمار من هذه المجتمعات التي يجب أن لا يستلب حقها تحت أي مبرر أو أي ظرف ، ونحن أبناء ذمار لا نقبل بأن يزيف بعض الانتهازيون واقع محافظة ذمار عند الرئيس ، ويصورون له بأن فلان أو علان يمثل محافظة ذمار في الوقت الذي لا يمتلك القدرة على تحريك أصغر قرية من قراها .
ثمة مشكلة حقيقية يعيشها أبناء محافظة ذمار مع القيادة العليا للشرعية ، وتكمن هذه المشكلة في سعي أطراف معينة إلى تغييب إرادة أبنائها ، وفرض قوى معينة عليها عنوة ، يتم تفصيل ذلك في أروقة تسلط صاعد غير آبه بالواقع الديمغراعسكري الذي يصطدم كلياً مع ما يسعى لفرضه في المحافظة ، يقابل هذه المساعي عدم دراسة فاحصة للواقع الاجتماعي والايدلوجي والعسكري للمحافظة والتعاطي مع تلك المساعي بما يخدم القضية الوطنية بين الرفض والقبول .
بالأمس في الرياض يلتقي بعض أبناء محافظة ذمار بالأخ رئيس الجمهورية فخامة المشير عبد ربه منصور هادي ، ونحن نكن لشخوصهم كامل الاحترام والتقدير إلا أنا نستنكر ادعاؤهم الغير واقعي تمثيل محافظة ذمار ، واشهار اللقاء على ذلك الأساس ، بينما الواقع يقول أنهم لا يمثلون المحافظة من قريب أو بعيد ، وإن كانوا يمثلون شيئ ، فإنما يمثلون الضيوف الذين شرفوا بحضورهم ضيافة الشاب الخلوق هشام المقدشي في عرسه الميمون ، وهذا أفضل توصيف لحقيقة وواقع ذلك اللقاء ، وهو أن ضيوف عرس الشاب هشام المقدشي التقوا بفخامة الأخ الرئيس ، وفخامة الرئيس من كمال تواضعه استجاب لطلب اللقاء والتقى بهم لمناقشة قضاياهم ، وهو محمود على كرم الضيافة وروافع الإستقبال .
إن ما يجب على فخامة الأخ الرئيس فهمه ، أن محافظة ذمار تتمتع بواقع خاص ، والتعامل مع تحشيدها في صف الشرعية محتاج إلى برنامج خاص ، ناتج عن دراسة فاحصة ودقيقة ، تعتمد على قراءة التاريخ العسكري لقبل محافظة ذمار ، ودراسة حجم التواجد العسكري لأبنائها في كل معسكرات الصراع ، وتحديد الأدوات والوسائل الخاصة لتحقيق أدق عمليات التوظيف والتجييش والاستقطاب ، ما لم ستبقى الشرعية في مربع التيه الذي يريد لها البقاء فيه بعض النفعيين ومراكز النفوذ الصاعدة التي لا تسوق لها إلا الوهم .
محافظة ذمار ، سيكون الأكثر في الحظ العسكري والسياسي ، هو الأقرب من مشيخها الفاعل في الأرض ، لا المصطنع في عمليات التلفزة والعرض ، كما أنه سيكون الأكثر تأثيراً في مساراتها السياسية والعسكرية هو الأكثر استقطاباً لجنرالاتها المتمتعين بالتواجد الشامل في كل مفاصل الأمن والجيش للبلد ، وهم الأقدر على تجييش وتوجيه وتحديد العناصر المؤهلة لخوض الصراع ، وهم كثييير جداً .
وعليه : أدعو القيادة السياسية والعسكرية العليا في الرئاسة والحكومة الشرعية إلى قراءة الوضع الاجتماعي والعسكري لمحافظة ذمار بشكل دقيق وجاد ، واعادة النظر في أدوات التعاطي مع مناصريها ، لأن ضربات الحظ في التفاعل السياسي والتعامل العسكري لا يخلق نصراً ، وإنما يوقع صاحبها في فخاخ لن يجد فيها إلا كل ألوان التأخر والفشل ، كما أن التعاطي مع أنصار وخصوم الشرعية من قبل الرئاسة والحكومة من خلال الرؤية الواحدة ، والتي تصيغها عقليات ركيكة في التصور وعميقة في محاولة الاستحواذ والتنفير لا يخلق للشرعية في معركتها الحالية إلا الإنكسار ، رفعت الرؤى وجفت أوراق الرائين .
بقلم مانع سليمان
#سليمانيات #مانع_سليمان