كتبه – البرلماني محمد مقبل الحميري ناطق مقاومة تعز
يومنا هذا انتقل الى رحمة الله العميد عبدالله الناخبي في الهند بعد صراع مع المرض ، والعميد الناخبي امين عام الحراك الجنوبي ، من أوائل من انحاز الى اهله المظلومين في الجنوب وقارع النظام وهو على رأس من أسسوا الحراك الجنوبي عام ٢٠٠٧م ، وتعرض للمخاطر ومحاولات اغتيال عدة مرات ، وبعد ثورة الشباب عام ٢٠١١ م أعلنها صريحة انه اسقط المطالبة بفك الارتباط وانحاز لثورة الشباب التي هي ثورة الشعب المطالبة برحيل النظام الفاسد وتأسيس نظام عادل يقوم على اساس المواطنة المتساوية والمشاركة الحقيقية في الثروة والسلطة وفق دولة اتحادية من عدة اقاليم ، موقفه هذا اثار عليه الكثير من المشاكل والعداء من الشططين من أصدقاء الامس من اعضاء الحراك واتهموه بالعمالة والخيانة وكل المصطلحات الجارحة ، لا لجرم ارتكبه ولكنه حكم صوت العقل وأدرك مبكرا ان الحل ليس بالانفصال او التشرذم ، ولكن الحل في تأسيس وطن يكون فيه الجميع سواء ، مع اعادة الحقوق لأصحابها ، وكعادته تحمل كل التهم والتهجمات بصبر وثبات لانه يدور مع المباديء وليس مع الاسخاص والنزوات .
كان احد اعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل ، وشاء القدر ان يجمعني به في فريق تأسيس الجيش والامن ، واختير نائبا لرئيس جماعة الجيش وكنت مقررا لها ، كانت مشاركاته فاعلة ًوًًً أطروحاته حصيفة لا يحب المزايدات ولا الاستعراضات ولكنه كان دقيقا وحريصا على المباديء التي يجب ان يؤسس عليها الجيش الوطني وكان اشد ما يحرص على ان لا تهمش المحافظات الجنوبية وان تعطى حقها كاملا غير منقوص ، والتي تتميز بكبر مساحتها وقلة سكانها مقارنة بالمحافظات الشمالية ، وتم له ما اراد بإنصاف وتجرد ودون ضجيج إعلامي او نشر ما حققه ، والشيء الأهم انه نال احترام وتقدير كل اعضاء الفريق من ابناء المحافظات الشمالية والجنوبية بمختلف توجهاتهم ، وكثيراً ما كان رأيه ينال رضى الجميع احتراما لوقاره وصدق منطقه.
اذكر حادثة بسيطة تدل على استهدافه وقصد الاساءة آلية ، ففي فترة الحوار الوطني في صنعاء وفي احدى الايام اعترضته دورية الامن المركزي وفتشته وأخذت المسدس الذي بحوزته رغم انه عميد في الجيش ولديه البطاقة العسكرية وبطاقة مؤتمر الحوار الوطني الشامل التي تخول لحاملها بالسماح له بإثنين مرافقين شخصيين مع أسلحتهم وسلاحه الشخصي وبالفعل صادروا مسدسه ، في الوقت الذي غيره يتجولون بمواكب مسلحة دون ان يكون لهم اي صفة ولم يعترضهم احد ، وبقي لديهم شهور ، ولم يعبدوه اليه الا عندما حضر الناخبي معي ضمن المستقبلين للوفد الحكومي الذي وصلني برئاسة وزير الداخلية آن ذاك اللواء د.عبدالقادر قحطان وقائد الامن المركزي حينها اللواء فضل القوسي والدين وصلونئ باسم الوزارة بعد ضغط من مؤتمر الحوار ودعوة الوزير لمجلس النواب اكثر من مرة بسبب هذ الحادثة الاجرامية التي تعرضت لها ، فوصلوا نيابة عمن حاولوا اغتيالي في صنعاء ، وبهذه المناسبة طرحنا للواء فضل القوسي ما تعرض له الناخبي ، فأستاء من الموقف الذي تعرض له والتزم بإعادة المسدس بالاضافة لمسدس آخر جديد تطيببا لخاطره وجبرا لما لحق به من اساءة.
رحمة الله عليك ايها المناضل الجسور العميد عبدالله الناخبي ،، وعوض الوطن عنك خيرا ، وانا على فراقك لمحزونون.